#كتابات واراء :
كتب / محمد العولقي
إذا زرت تريم فحتما ستحن لها و ستشد الرحال لتلك المدينة التي رأيتها جغرافيا الزهاد الذين نذروا حياتهم للعلم و صناعة الفكر و الوعي على أسس تناسب تماما طبيعة الجغرافيا القاسية.
* و إذا مكثت فيها ساعة أو ليلة حتما ستعشق ثلاث و ستصبح جزء من تركيبتك لأنها فعلا تمثل نداء الطبيعة هناك..
* مساجد تريم التي ينطلق من مناراتها صوت الحق و تهاليل صوت السماء .. هذه الأولى ..
* أما الثانية التي عادها لما تكون على حد تعبير الهاشمي الذي قال : عندك خطأ ما قرأت البسملة فتتعلق بالبيوت و المباني الرملية الحجرية التي تشبه في هندستها عوالم علاء الدين و مصباحه السحري.
* و الثالثة : نادي وحدة تريم، النادي الذي برز من بين رمال الحارات و أزقتها و شوارعها و صار بالنسبة لأبناء تريم مجتمع رياضي و ثقافي و اجتماعي.
* و بيت القصيد هنا نادي الوحدة و ما يقوم به من دور رياضي توعوي في مدينة الزهاد حتى أصبح بالنسبة لهم مفازة المنذورين للعلم و للرياضة و للثقافة و للحركة التي تسبق البركة.
* تحتار و يحتار دليلك و أنت تشاهد هذا التنوع الكمي في الألعاب التي يمارسها بانتظام، و تسأل :
كيف لناد مثل الوحدة يحافظ على الساعة البيولوجية لأنشطته المتنوعة رغم شحة الإمكانيات المالية؟
و كيف يقدم كل موسم أبطالا في مختلف الألعاب الفردية والجماعية في غياب البنية التحتية؟
* أغلب الأندية تختزل عملها و أنشطتها في كرة القدم و مع ذلك تحظى بدلال كبير و دعم مالي أكبر، و هذا بالطبع لا ينطبق على وحدة تريم الذي يمارس اكثر من 14 لعبة رغم فقر المنشأة الرياضية و لسان حاله يخاطب بخلاء السلطة: يا رب يا كريم
* لو نظرنا إلى دلالات الأرقام التي لا تكذب و لا تتجمل فالوضع الطبيعي أن يكون وحدة تريم الأول واديا و ساحلا.
لو تم وضع تقويم حقيقي للنشاط دون عواطف و محسوبيات فسيأتي وحدة تريم بين أفضل ثلاثة أندية في الوطن تنتصر لشعار الأسرع و الأعلى و الأقوى.
* و ما يفقع المرارة ( مع العلم أن ما عنديش مرارة أصلهم شالوا العدة) أن نادي وحدة تريم رغم مقوماته و استناده على قاعدة بشرية ضخمة إلا أنه بعيد عن عين الدعم و قلب الاهتمام.
* و إذا كانت (الأوليات) بالنسبة لهذا النادي (أولويات) تكشف عن حجم المناجم و المواهب التي يكتنزها عميد أندية الوادي، ففي الواقع أنه رغم كل ما يطرحه للبلاد من عملات في مختلف الألعاب لم ينل حظه من الدعم سواء كان دعما رسميا أو خاصا.
و تسأل:
كيف يكون رائدا في كرة الطاولة دون صالة؟
كيف يخترق عداؤه الضاحية و يحطمون أرقامها القياسية دون مضمار؟
كيف يكون الأول في كرة اليد و ينقل يد الوطن إلى الصالات العربية دون ملعب حقيقي؟
كيف يصرف على ألعابه و نشاطه من عرق جبينه دون دعم رسمي أو خاص؟
* نادي وحدة تريم غني بموارده البشرية و الفكرية والثقافية، لكنه فقير في المنشآت و مترب في المشاريع الاستثمارية..
* هل يمتلك وحدة تريم مقومات النادي النموذجي الذي يمكن أن يكون نسخة طبق الأصل من هندسة مدينته الفاضلة ؟
* بالتأكيد نعم .. فهذا النادي الذي يقع في قلب جغرافية الزهاد يتمدد على مساحة كافية لتحريك ضمائر المسؤولين في السلطة المحلية، و ينام على رقعة كفيلة بجذب المستثمرين، و يمتوضع في بقعة استراتيجية يسيل لها لعاب السماسرة، لكن تظل كل هذه الامتيازات مجرد صورة تعكس نظرة السلطة القاصرة لهوية و طبيعة هذا النادي.
* لن تجد بيئة رياضية نظيفة و صالحة للاستثمار و بناء المنشآت أفضل من وحدة تريم، ولن تجد أبطالا يرفعون رأسك في المحافل الخارجية في معظم الألعاب أحسن من مواهب وحدة تريم، ولن تجد فكرا متجددا و عملا متوثبا و نهجا مستقيما أجمل من محتوى نادي وحدة تريم.
* أتمنى على الجميع في وزارة الشباب والرياضة و السلطة المحلية و القطاع الخاص من تجار و رجال أعمال حضرموت تقديم يد العون لهذا النادي و سترون ما يسركم..!
إرسال تعليق