تاربة_اليوم / كتابات واراء :
كتب / خالد لحمدي
الخميس 8 ديسمبر 2022
الرياح شديدة وباردة ونافذتي الغرفة بهما كثيرٌ من التشقّقات التي يتسلل من خلالهما البرد بعنف وشدّة ، وكُلّما شكوت لك جئتني بقميص أو غطاء ثقيل يصعب حمله .
دعيني أُغطّيك إذن .
لا أريد غطاءك .
ماذا تريدين .؟
أنتَ .
ههههههه
أوَلَم تملّي بعد ، فلا يزال الليل في بداياته الأولى ، ولا نملك في قريتنا أجهزة لتسخين المياه ، ولا أجهزة تدفئة مثل المدينة .
وإن يكن ، قريتك أجمل من كل المدن التي وطأتها قدماي .
أوحقاً .؟
لو كان غير ذلك لما جئت إليك .
فقط شيء واحد لم يروقني .
ماهو ؟
ما إن تغيب الشمس حتّى تنام القرية ويصحون باكراً وفي توقيت واحد .
هكذا نحن منذ مئات السنين .
دعني أخبرك .
بماذا .؟
لقد ألفت صوت الديك الذي لا ينام ، وحماركم الذي يكاد صوته يشق طبلتي أذني .
آهااااا
لقد نسيتي الكلب الذي يرقد عند مدخل البيت .
هو لا ينبح كثيراً .
أولا ترى شيئاً على وجهي .؟
لا لم أرَ شيئاً.
اقترب كي ترى بوضوح .
نعم ، على وجنتيك آثار البعوض القارص .
ماالعمل إذاً .؟
فلتضع على وجنتي قليلاً من الزيت الذي لديك .
هذا فقط أم شيء آخر .
ما رأيك .؟
إن أمي تصغي السمع وقد تصل أصواتنا إليها .
أولم تنم بعد .
تنام وتصحو كثيراً .
اذهب ، أنتَ لا .....!
لماذا يذهب تفكيرك بعيداً .
أولم تسمعي حسين المحضار حين قال :
مطولك ياليل ما أظلمك ياليل
مالك فجر يظهر
غابت نجوم السماء البرج وسهيل
والساري تحيّر
ولعاد مسعف ولا سيّار
كُلّه ظهر فيك ياليل الشتاء يالطويل .
لا لم أسمع .
سأحدّثك صباحاً عن شعره وأغنياته .
نعم ، تذكّرت .
ماذا .؟
سمعت أبأ بكر سالم يغنّي :
بَعدهم ماهني طرفي منامه
طـول ليلي تقهّد في منامـي
أوحقاً
هههههههه
Oh my God
ماذا حدث .
ماهذا الصوت المخيف .؟
إنّه صوت البوم الذي يظهر ليلاً .
الخوف والبرد والساعات المثقلة ، وكلماتك التي تشبه ليل قريتك النائمة .
هههههه
يداي ترتعشان من البرودة الشديدة .
أولا ترى ذلك .
هههههه
شتاؤك لا تدفئه أغطية .
اقترب أكثر .
ولكن ، صوتك ينسحب .
الآن أيقنتُ أن ليل القرية تغمره الثلوج ، ويطوّقه الصقيع والزوابع الباردة .
إرسال تعليق